المؤهلات السياحية لجهة فاس مكناس

تزخر جهة فاس-مكناس بثروة سياحية جذابة ومتنوعة يمكن أن تلعب دوراً هاماً في تنميتها الاجتماعية والاقتصادية:

  • يمكن للمدينتين العريقتين (فاس ومكناس)، المصنفتين من طرف اليونسكو تراثا عالميا، تطوير سياحة ثقافية بالأساس، بفضل تراثهما التاريخي والمعماري: تشتهر فاس، العاصمة الروحية للمملكة، بفنونها التقليدية وتراثها المعماري الغني والأصيل وتشكل مكناس، بتراثها وموقع وليلي الأثري، مفترق طرق حضاري جذاب.
  • يعرف إقليم مولاي يعقوب بحامته الطبيعية، التي تتمتع بخصائص علاجية فريدة، في جو من المناظر والتضاريس الطبيعية التي تبعث على الاسترخاء وتوفر إمكانية تنويع العرض السياحي للمنطقة بإضافة “السياحة العلاجية”.
  • يزخر إقليم إفران بمواقع طبيعية جذابة مهمة ومتنوعة: عيون وبحيرات وأنهار، داخل غابة الأرز التي تمتد على مساحة 115.920 هكتارا، توفر إمكانية تطوير السياحة الطبيعية، والريفية البيئية:
    • ضاية عوا ، بحيرة حشلاف، بحيرة إفراح، بحيرة ندويت، بحيرة تيفوناسيم، بحيرة أفنوين، أكلمان…
    • عين بن صميم، سيدي راشد، أجعبو، عين أغبال، رأس الما، أمغاس، عين نقرة  ..
  • يوفر إقليم صفرو، بمناظره الطبيعية والمتنوعة، الفرصة لتطوير منتجات سياحية مختلفة في مواقع طبيعية ذات جاذبية كبيرة:
    • غابات تاكلتونت، غابات تافرت، جبال بويبلان ، ضاية إيفر، ضاية أفوركاغ
    • منبع عين سبو، عين تيمدرين، عين سلطان، عين رقراق، عين الشفاء، عين جراح، عين الركادة، شلال علا او ايشو …
    • المناطق الداخلية لصفرو: إيموزر كندر، بهاليل، المنزل، سبو، تافرت، بويبلان .. يمكن أن تشكل مسالك جذابة للغاية لرياضة المشي وركوب الخيل والدراجات.
  • يتوفر إقليم تازة على مواقع طبيعية داخل غابة تمتد على مساحة 210777 هكتارا وتشمل:
    • منتزه تازكة الوطني
    • منتجع باب بودير الصيفي
    • شلالات رأس الما
    • مغارات فريواطو، وشعرو، وشيكر وواد البارد
    • بحيرة تامدو وعين الحمرا
    • بالإضافة إلى محميات للقنص الدائم…
  • يوفر إقليم الحاجب، بفضل مواقعه الطبيعية، سياحة زراعية وبيئية وأنشطة ترفيهية (القنص وصيد الأسماك والمشي وجولات البحيرات والرياضات الجبلية ):
    • منابع عين خادم، منابع السلامة، منابع عين بطيط،
    • منابع عين بوتغزاز، منابع عين المدني…
  • يجذب إقليم تاونات الزوار الذين تستهويهم السياحة البيئية والطبيعة (المشي وركوب الدراجات الجبلية والقنص وصيد الأسماك) وذلك بفضل ما يزخر به من مواقع طبيعية:
    • موقع ودكا في غفساي: ينابيع للمياه العذبة على ارتفاع 1600 متر ومناظر بانورامية
    • موقع بوعادل الذي يضم عينا ذات صبيب عال ويعتبر موقعا صيفيا بامتياز
    • بحيرات التلال والسدود لصيد الأسماك والرياضات المائية
    • الجبال ومناطق الغابات للصيد والمشي
    • المغارات والكهوف: كهف عروس وكهف سيدى على بن داود وكهف رأس الكبور…
  • يتميز إقليم بولمان بمنابع مياه وفيرة ويوفر فضاسات مهمة لأنشطة القنص:
    • توفر سهوب الحلفاء ميدانا مهما لممارسة رياضة القنص
    • تشجع وفرة مصادر المياه الطبيعية العالية التدفق السياحة الطبيعية والبيئية: عين تادوت بسكورة، عين تيتزيل بكيكو، عين تيساف…

التاريخ

تشكل مدينة فاس القطب الحضاري الأول للجهة والثالث وطنيا بعد كل من الدار البيضاء والرباط-سلا، بساكنة تزيد عن 1.100.000 نسمة.وقد عرفت نموا حضاريا امتد لعدة قرون ولا يمكن فصل العوامل والآليات، التي تحكمت في مراحله الرئيسة، عن السياقات الداخلية لمدينة فاس وباقي المملكة حيث لا يزال النسيج الحضري لمدينة فاس وانتشارها الترابي يحملان بصمات الاضطرابات التاريخية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية الإقليمية والوطنية.

يعود تاريخ النواة الأولى لمدينة فاس إلى القرن الثامن (سنة 789) عندما اختار إدريس الأول الضفة اليسرى من وادي فاس، أحد روافد نهر سبو الصغيرة، مكانا لتأسيس عاصمة دولته. بعد ذلك، قام ابنه وخليفته إدريس الثاني بتوسيعها لتشمل الضفة اليمنى، ترسيخا لاختيار والده.

كان هذا الموقع اختيارا استراتيجيا لتمتعه بوفرة الموارد المائية، وتوافر مواد البناء، وموقعه الجغرافي المتميز في محور الاتصالات بين شمال المغرب وجنوبه وبين شرقه وغربه. فالموقع متصل بساحل البحر الأبيض المتوسط ​​وساحل المحيط الأطلسي عبر أنهار مكس وسبو واللبن، وبوسط المغرب عبر ممر تازة، وبتافيلالت من خلال ممر العنصور وطريق بولمان.

وبمجيء المرينيين، تم تمديد المدينة بإنشاء فاس الجديد بالجنوب الغربي لفاس القديم أو البالي، حيث بنوا مركزا إداريا وقصرا سلطانيا وفضاءات تجارية ومساكنا محاطة بأسوار وتحصينات…

فاس في بداية القرن العشرين

استمرت الحياة داخل أسوار مدينة فاس حتى غاية إقامة نظام الحماية الفرنسية بالمغرب الذي دشن مرحلة جديدة في التاريخ الحضري للمدينة. فانطلاقا من هذه الفترة، ستظهر امتدادات خارج المدينة العتيقة من خلال بناء أحياء جديدة بمنطقة صناعية وقاعدة عسكرية على هضبة ظهر المهراز، ومحطة للسكك الحديدية على الهضبة الجنوبية. وقد أسفرت سياسة الحماية القائمة على الفصل بين السكان الأوروبيين والسكان المحليين، عن إنشاء أحياء حضرية منفصلة: “المدينة الحديثة أو المدينة الاستعمارية” و”المدينة القديمة أو العتيقة”.

وبداية من منتصف القرن العشرين، ستشهد المدينة مرحلة تطور أخرى بإحداث أحياء جديدة في الشمال. يتعلق الأمر بحي عين قادوس وحي بندباب الدين شكلا ثمرة السياسة الحضرية الجديدة “السكن لأكبر عدد” والتي أدت إلى خلق المدينة المغربية الجديدة.

وبعد الاستقلال، فتحت صفحة أخرى في التاريخ الحضري لمدينة فاس تميزت بمد كبير للهجرة وتعمير سريع، فقد تضاعف المحيط الحضري أربع مرات خلال نصف قرن فقط (من 1960 إلى 2010).

ارتبط التطور الحضاري لمدينة فاس، تاريخيا، بتطور مدينة مكناس.  فهما مدينتان مختلفتان إلى حد التنافس، تفصل بينهما 50 كيلومترا، وتتقاسمان مهام المركز الاقتصادي بوسط المغرب وليس في سايس فقط  ومع ذلك، فإنهما متقاربتان من حيث ظروف تأسيسهما، كموقعين متميزيين، وثرواتهما الخاصة التي ارتبطت، بعد ذلك بتنمية وظائفهما التجارية والسياسية والفلاحية، ومن حيث موقعهما الجغرافي في مفترق طرق حيوي.

تأسست مدينة مكناس في القرن الحادي عشر من قبل المرابطين كمؤسسة عسكرية. وأصبحت عاصمة الدولة في عهد المولى إسماعيل (1672-1727)، مؤسس السلالة العلوية، والذي جعل من مكناس، مدينة رائعة من الطراز الإسباني-الموريسكي، محاطة بأسوار عالية ببوابات كبيرة والتي تظهر اليوم تحالفا متناغما بين أنماط المعمار الإسلامي والأوروبي في مغرب القرن السابع عشر. وقد أنشأت المدينة العتيقة على نتوء صخري حيث تتسع الهضبة بين وادي بوفكران ورافده الصغير وادي سيدي علي أو منصور. فالأسوار والقصبة التي تعزز هذا الموقع الطبيعي الذي اتخذ للدفاع، حولت مدينة مكناس الصغيرة إلى مدينة إمبراطورية تجاري مدينة فاس الجارة.

تتميز مدينة مكناس بأسوارها العالية والكبيرة التي يتجاوز ارتفاعها 15 مترا. وتعتبر شاهدا نموذجيا للمدن المحصنة في المغرب الكبير، وتجسيدا متكاملا للنمط الحضري والمعماري للعاصمة الشمال أفريقية في القرن السابع عشر، حيث تتحالف عناصر التصاميم الإسلامية والأوروبية بطريقة شبه متطابقة. كما تتميز مدينة مكناس التاريخية، ذات الحضارة الأميرية، كذلك بخصائص الهندسة المعمارية القائمة على الطين كما في المدن المغاربية الواقعة جنوب الصحراء. وفي بداية القرن الثامن عشر، انهارت الأسوار الطينية وأصبحت العديد من المباني أنقاضا. وهكذا شهدت المدينة الإمبراطورية أفولا ملحوظا امتد حتى القرن العشرين.

على عكس المدن الإمبراطورية الأخرى، لم تتمكن مدينة مكناس من تطوير علاقات وثيقة مع مناطقها الداخلية كما فعلت مدن مراكش وفاس ومدن أخرى. فمدينة  المولى إسماعيل، ومنذ إنشائها، قد ضمت مجموعة معمارية كبيرة مقارنة مع حجمها. وهذا ما يفسر فتور مدينة مكناس خلال الفترة ما بعد الإسماعيلية، إلى أن جاءت مرحلة الاستعمار التي أعطت للمدينة حركية جديدة بفضل الوظائف العسكرية والإدارية والتي أدت إلى تطورها السريع .

ففي بداية القرن العشرين، كان ما بين 25 و30 ألف نسمة تقطن بالمدينة العتيقة. ولقد كان اختيار ليوطي إنشاء مدينة جديدة على الضفة اليمنى مبنيا على تصور المعمرين للمدينة: تفريق معسكر بوبلان والمدينة العتيقة والأخرى الحديثة، وكان يصرح بأنه لن يمس المدينة العربية ولا الحي اليهودي في شيء إلا تزويدهما بالماء الشروب والكهرباء، وتنظيفهما وتزيينهما وتصريف مياههما العادمة… أما بالنسبة بالجهة الأخرى، فسيبني بها مدينة أخرى.

وبذلك أصبحت مكناس عاصمة عاصمة سلطات الحماية في الجهة وتم ربطها بميناء ليوطي بالقنيطرة بخط سككي.

وقد حدد تصميم بروست، التي أنشئ عام 1916، تهيئة المدينة الجديدة وشبكة طرقها وشوارعها وساحاتها ومواقع تجهيزاتها.

وبعد الاستقلال، عرفت مدينة مكناس تحولا حقيقيا، حيث تم ملء الفضاءات الفارغة داخل الأسوار وتمديد الأحياء القديمة، وبدأت ظاهرة المدن الصفيحية الهامشية والسكن العفوي. ففي 1982 مثلا، كان 70 ألف نسمة يقطنون في هذه المدن الصفيحية.

مكناس في بداية القرن العشرين

بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير أراضي الدولة والأوقاف وأراضي التعاونيات الزراعية السابقة، وبلورة البرامج الوطنية لمكافحة المدن الصفيحية، ومشاريع السكن الاجتماعي منخفض التكلفة (140.000 درهم) والسكان الاقتصادي (250.000 درهم) ونظام الاستثناءات، ساهموا في فتح مناطق واسعة وكثيرة في وجه التعميرمنذ سنة 2000.

تبلغ ساكنة مدينة مولاي إدريس زرهون حوالي 11610 نسمة. تعرف هذه المدينة الواقعة على السفح الشمالي الغربي لجبل زرهون، وتشرف على الموقع الأثري لوليلي، ركودا رغم إشعاعها التاريخي والديني بوجود ضريح إدريس الأول، مؤسس دولة الأدارسة، بها. وتطغى على المدينة خدمات القرب التي تساهم في إنعاش السياحة كالمحلات التجارية والمقاهي والمخابز وورشات الحرف التقليدية.

تقع مدينة أكوراي بين المدينتين الكبيرتين فاس ومكناس. تفصلها عن فاس مسافة 75 كيلومترا، وعن مكناس مسافة 25 كيلومترا. وهي مركز حضري ذو وظيفة إدارية.

وقد أسست من طرف المولى إسماعيل في نهاية القرن الثامن عشر لتلعب دورا في الحماية العسكرية من القبائل المتمردة المجاورة، وفي مراقبة الثروات الفلاحية وتجارة القوافل بين العاصمة الإسماعيلية وجنوب المغرب. كما كانت مكانا لسجن القراصنة.

وتتوفر المدينة على إمكانيات جذابة ومهمة بفضل قصبتها التاريخية وسياقها القروي الفاتن.

يعود تاريخ مدينة تاونات إلى زمن الموحدين. ففي ذلك الوقت، غادرت قبائل مزيات والجاية ورغيوة منطقة زرهون بالقرب من مكناس لتستقر بموقع تاونات الحالي. تتميز تاونات، العالية بالأمازيغية، على عدة قصبات أشهرها قصبة جبل أمركو، تشهد على مرور المرابطين.

لقد كانت تاونات مجرد مركز قروي تابع لمدينة فاس إلى أن تم تعيينها مركزا للإقليم سنة 1977. وهي مدينة متواضعة اقتصاديا ومترسخة في بيئتها القروية. ورغم مرور أزيد من 40 سنة على تعيينها مركزا للإقليم، إلا أن حجمها ظل صغيرا ولا يتجاوز عدد سكانها 38000 نسمة حسب إحصاء 2014. ومع ذلك، فهي تحتل موقعا مهما في وسط قروي يضم عدة مراكز في تطور سريع كغفساي وتيسة وقرية با محمد وعين عائشة.

أنشأت مدينة تازة حول حصن بنته قبائل مكانسة البربرية في القرن العاشر لقطع الطريق من جهة الشرق. وجعل منها موقعها الاستراتيجي، بين جبال الريف والأطلس، موقعا عسكريا متميزا وطريقا رئيسية تربط بين الجهات الغربية والشرقية للمغرب. وقد كانت مدينة تازة موجودة قبل دخول الإسلام إلى المغرب بوقت طويل، وبدأت تكتسب أهميتها في عهد الأدارسة، حيث ستصبح واحدة من أهم العواصم في ذلك الوقت بعد أن كانت مجرد قرية صغيرة.

لم يستغرف تطور تازة وقتا طويلا بفضل إمكانياتها ومؤهلاتها وموقعها الجغرافي في مفترق طرق بين شرق المغرب وغربه. فقد كان عبورها ضروريا للقادمين من الشرق حتى يتمكنوا من الوصول لبقية جهات المغرب وخصوصا فاس ومكناس والواجهة الأطلسية. وقد اتخذها الرومان والعرب القادمون من المشرق ممرا للدخول إلى شمال إفريقيا، كما فعل الموحدون الذين اتخذوها موقعا لأسلحتهم حوالي سنة 1132.

ومع حلول عهد الحماية وانطلاقا من سنة 1920، تم إنشاء المدينة الجديدة بشوارعها الواسعة المحفوفة بالعمارات، والتي أطلق عليها اسم تازة السفلى لوجودها على ارتفاع أقل من المدينة القديمة أو تازة العليا.

وفي منتصف القرن العشرين، دخلت مدينة تازة مرحلة من التطور الحضري السريع حيث ارتفع عدد سكانها من 54.000 نسمة عام 1906، إلى 140.000 نسمة عام 2004 ليصل إلى 148.000 نسمة سنة 2014.

تازة في بداية القرن العشرين

مدينة صفرو: حسب الحسن بن محمد الوزان المشهور بليون الإفريقي، قد يكون تأسيس صفرو قد تم قبل مدينة فاس “سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس” كما تقول الأسطورة المحلية، المنسوبة إلى المولى إدريس الثاني لحظة إعطائه انطلاقة أشغال بناء العاصمة العلمية والمنقولة في مصنف روض القرطاس لمؤلفه المؤرخ ابن أبي زرع الأندلسي الذي يذكر أن ابن مؤسس الدولة المغربية أقام حوالي سنتين (807) في حي “دشر حبونا” الاسم الذي كان يطلقه المولى إدريس الثاني على هذا الحي الكبير الذي يقع الآن جنوب المدينة كدليل على امتنانه لأهله الذين خصوه بترحيب حار خلال حملته لنشر الإسلام. وقد وصف الكثير من الكتاب الأوروبيين، الذين زاروا أو أقاموا بصفرو في أواخر القرن التاسع عشر أو قبيل الحماية، المدينة بأنها واحدة من أكثر المدن رخاء وأكثرها تنظيما في المغرب.

ومع بداية القرن العشرين، كانت صفرو مماثلة للمدن المغربية الأخرى، ولكن بمميزاتها الخاصة المرتبطة بسكانها وأنشطتها المحلية. وقد تميزت هذه المدينة بوجود بنية تحتية حضرية واسعة وضمت مؤسسات سياسية واقتصادية وإدارية، مثل مدن مكناس وتطوان.

وبداية من الثمانينات، ستعرف المدينة تطورا بوتيرة سريعة. وهكذا في غضون ثلاثين عاما، تضاعفت مساحة المدينة ثلاث مرات، لتنتقل من 380 هكتار في عام 1981 إلى 1200 هكتار في عام 2009 ثم إلى 1336 هكتار في عام 2015. ويقطنها الآن ما يقرب من 80.000 نسمة.

تعرف المدينة توسعا على طول المحاور الطرقية بشكل رئيس: طريق فاس شمالا وطريق بولمان جنوبا وطريق المنزل شرقا.

تأسست مدينة الحاجب في عهد السلطان الحسن الأول على شكل قصبة، وتم توسيعها كمركز عسكري مع بداية الحماية وبقيت مركزا للدائرة إلى أن تم تعيينها مركزا للإقليم سنة 1991. وبوجود منافسة قوية من طرف جارتها القريبة مكناس وجاذبيتها الكبيرة، فإن مدينة الحاجب لا تزال تحاول تطوير أنشطتها التجارية والخدماتية. وهي مدينة صغيرة، تشكل الخدمات العامة والوجود العسكري بها موردا لمعظم مداخيلها. ومع ذلك، فالمدينة تتميز بموقع جذاب ومناخ لطيف.

مدينة بولمان: مدينة صغيرة في قلب الأطلس المتوسط الشرقي، تقع في جوف ممر استراتيجي. تطورت المدينة بفضل دورها كمعقل عسكري، لكن بشكل محدود بسبب موقعها الجغرافي وتضاريسها. وما زالت عبارة عن معبر في الإقليم الذي يحمل اسمها ومركزه في ميسور.

مدينة ميسور: أخذت المدينة  اسمها من المصطلح العربي “الميسور” الذي يعني الغني الكريم. وقد كانت المدينة على امتداد تاريخها مركزا قرويا على الطريق الرئيسي الذي يربط ميدلت بمليلية، في هضاب ملوية العليا. وقد تم تعيينها مركزا لإقليم بولمان في عام 1975. يبلغ عدد سكانها 25486 نسمة حسب إحصاء 2014. تتكون معظم مداخيل المدينة من وظائفها الإدارية والتجارية والعسكرية، وتوجد ثكنة كبيرة للقوات المسلحة الملكية في ضواحيها.

مدينة أوطاط الحاج: أخذت المدينة اسمها من المصطلح العربي الوطاء الذي يعني الأرض المسطحة والمنبسطة، وهي مركز قديم جدا يقع على ضفاف ملوية الوسطى على الخط القديم للسكة الحديدية التي كانت تربط ميدلت بجرسيف. يبلغ سكان المدينة حاليا 16388 نسمة. وترتبط الأنشطة الرئيسية في المدينة بالتجارة والخدمات وإعادة توزيع المنتجات الفلاحية في المنطقة.

مدينة مولاي يعقوب: مركز لإقليم ذي طابع قروي، يغلب عليها تأثير مدينة فاس. تتوفر المدينة على حامة طبيعية ذات شهرة دولية، استقرت بها العلامة التجارية فيشي. ويرتبط نشاط المدينة، تجاريا وسياحيا، ارتباطا وثيقا بالخصائص العلاجية لحامتها الكبريتية. ومن جهة أخرى، فإن الصعوبات المادية والجيوتقنية للموقع تشكل عائقا أمام تطور وتوسع المدينة.

مدينة إفران: المدينة المتميزة بموقعها الجغرافي في قلب الأطلس المتوسط والذي سمح لها بتطوير اقتصاد سياحي قائم على المساكن الثانوية، والأعمال الاجتماعية للشركات والمؤسسات الكبرى، وأصبحت بذلك منتجعا سياحيا ورياضيا عالي المستوى.

كما عرفت تطورا ملحوظا بعد أن تم تعيينها مركزا للإقليم وتأسست بها جامعة الأخوين. وهي تتمتع بشهرة وطنية ودولية كبيرة باعتبارها محطة سياحية جبلية ومركزا للدراسات العليا ذات المستوى الرفيع، يجعل منها مكانا واعدا لمركبات البحث والتطوير في مجال العلوم والصحة.

مدينة أزرو: مدينه تشكل حالة خاصة في الإطار الحضري للجهة. تم اختيارها أول مرة كمعقل لخدمة ومراقبة سكان الهضبة. وقد تولت وظائف الإدارة والتأطير الإقليمي في وقت مبكر، وطورت تجهيزات وبنيات تحتية عالية الجودة في جل أراضيها، وأنشطة تجارية هامة على المستوى الجهوي. وعندما تم تعيين إفران مركزا للإقليم، احتفظت مذينة أزرو بمهامها الإدارية وبمعظم الخدمات. وتعتبر المدينة واحدة من المدن التي يرتكز اقتصادها بقوة على السياق المحلي.

يمكن تقسيم التجمعات الأخرى والمراكز الحضرية في الجهة إلى 4 فئات:

  • تتعلق الفئة الأولى بالتجمعات الصغيرة ذات التاريخ الحضري العريق والمتجذر في البيئة القروية المحيطة بها، مثل مركزي البهاليل والمنزل اللذين يشكلان مدنا صغيرة حقيقية. وعلى الرغم من أصولها العريقة، فقد ظلت هذه التكتلات محصورة في مناطقها القروية، وطورت القليل من العلاقات والتبادلات مع التجمعات الأخرى المحيطة بها. فمدينة البهاليل مثلا، التي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، وعلى الرغم من تاريخها الحضري الحديث وثقافتها وآثارها وحرفها التقليدية وعادات سكانها، تضل بلدة قروية حقيقية.
  • تتكون الفئة الثانية من التجمعات التي كانت في الأصل معاقل عسكرية بنيت لتأطير المناطق قليلة الهدوء: إيموزار كندر، وإيموزار مرموشة ورباط الخير، تمتلات تقع في مناطق تلية وجبلية تم تطويرها كمراكز للتأطير والسيطرة على السكان؛ بعد ذلك تطور إيموزار كندار من خلال التنمية الفلاحية (زراعة الورود) ونشاط السياحة الجبلية.
  • تتكون الفئة الثالثة من البلدات القروية التي تطورت بفعل التشاط الفلاحي المكثف، كبلدة سايس وضواحي المدن الكبيرة: عين الشكاك وعين تاوجطات وسبع عيون وبوفكران.
  • تغطي الفئة الرابعة البلدات ذات التقاليد القروية القوية والتي توجد في مرحلة تحول حضاري إما من خلال موقعها على محاور تواصل مهمة مثل أكنول وتاهلة وتايناست وعين عائشة ووادي أمليل، وإما بسبب وظيفتها كمركز لجمع وإعادة توزيع المنتجات الفلاحية مثل: تيسة وغفساي وظهر السوق والزراردة …

السكان

ساكنة الجهة حسب الإحصاء العام لسنة 2014

وفقا لمعطيات الإحصاء العام للسكان والسكنى الأخير، ارتفع عدد السكان القانونيين في جهة فاس مكناس من 3.873.214 عام 2004 إلى 4.236.892 نسمة عام 2014.

تعتبر جهة فاس مكناس من بين خمس جهات الأطثر كثافة من حيث عدد السكان بنسبة 12.5٪ من مجموع سكان المملكة. وهي تحتل المرتبة الرابعة على المستوى الوطني من حيث الوزن الديموغرافي .

جدول: عدد سكان عمالات وأقاليم الجهة حسب إحصاء 2014

العمالة أوالإقليم عدد السكان الوزن الديموغرافي
ولاية فاس 1.150.131 27.1٪
ولاية مكناس 835.695 19.7٪
إقليم تاونات 662.246 15.6٪
إقليم تازة 528,419 12.5٪
إقليم صفرو 286.489 6.8٪
إقليم الحاجب 247.016 5.8٪
إقليم بولمان 197.596 4.7٪
إقليم مولاي يعقوب 174.079 4.1٪
إقليم إفران 155.221 3.7٪
مجموع الجهة 4.236.892 100٪

المصدر: المندوبية السامية للتخطيط – إحصاء 2014.

مبيان: عدد سكان عمالات وأقاليم الجهة حسب إحصاء 2014

يوضح توزيع السكان حسب الولايات والعمالات هيمنة القطبين فاس ومكناس، والذان يمثلان ما يقرب من نصف إجمالي سكان الجهة (47٪). ويأتي إقليما تاونات وتازة في المرتبة الثانية بأوزان ديموغرافية تبلغ 15٪ و12٪. فيما تمثل الأقاليم الأخرى ما بين 4 ٪ و7 ٪ من مجموع سكان الجهة.

تطور سكان الجهة: تفاوت كبير بين المكونات الترابية

تتميز ساكنة جهة فاس – مكناس بمعدل نمو متوسط نسبيا، لكنه في تناقص مطرد خلال العقود القليلة الماضية دون تأثيرعلى المنحى التصاعدي لإجمالي سكان الجهة. وبالفعل، فقد ارتفع إجمالي عدد سكان الجهة من 3.425.782 نسمة في عام 1994 إلى 3.873.214 نسمة في عام 2004 ثم إلى 4.236.892 نسمة في عام 2014. وهو ما يعني نموا إجماليا بحوالي 363.678 نسمة بين عامي 2004 و2014.

جدول: تطور عدد سكان عمالات وأقاليم الجهة بين 1994 و 2014

العمالة أوالإقليم عدد السكان في 1994 عدد السكان في 2004 عدد السكان في 2014 النمو الإجمالي 1994-2004 النمو الإجمالي 2004-2014
ولاية فاس 796.180 977.946 1.150.131 181.766 172.185
ولاية مكناس 608.441 715.285 835.695 106.844 120.410
إقليم تاونات 628.840 665.961 662.246 37.121 -3.715
إقليم تازة 557.857 558.853 528.419 996 -30.434
إقليم صفرو 237.095 261.545 286.489 24.450 24.944
إقليم الحاجب 180.494 214.712 247.016 34.218 32.304
إقليم بولمان 161.622 185.110 197.596 23.488 12.486
إقليم مولاي يعقوب 127.576 150.422 174.079 31.846 14.657
إقليم إفران 127.677 143.380 155.221 15.703 11.841
مجموع الجهة 3.425.782 3.873.214 4.236.892 447.432 363.678

المصدر: المندوبية السامية للتخطيط – إحصاءات 1994 و2004  و2014

بالمقارنة مع إحصاء 2004، سجل سكان الجهة زيادة مطلقة في عام 2014 بمعدل 9.4٪، وهو أقل من المعدل المسجل خلال فترة الإحصاء السابقة، والتي بلغت 13.1٪.

نفس التوجهات الملاجظة على مستوى الجهة، فيما يخص النمو، تم تسجيلها على مستوى الولايات والعمالات التي تشكلها، مع اختلافات في الإيقاع والكثافة, فبالرغم منكونها معتدلة، فقد كانت معدلات النمو إيجابية في ولايات الجهة وأقاليمها باستثناء إقيلمي تازة وتاونات الدين شهدا معدلات سلبية خلال 2004-2014.

تطور نسب النمو الديموغرافي

بلغ المعدل السنوي للنمو السكاني المسجل في الجهة خلال الفترة 2004-2014 إلى 0.90٪ مقابل 1.23٪ في الفترة ما بين 1994 و2004.

لا يزال متوسط معدلات النمو السكاني السنوية المسجلة في الجهة وأقاليمها دون المعدلات الوطنية باستثناء ولايتي فاس ومكناس وإقليمي مولاي يعقوب والحاجب حيث فاقت معدلات النمو المستويات الوطنية. في حين سجلت معدلات نمو سلبية بإقليمي تازة وتاونات.

يبدو أن هذا الانخفاض نتيجة لظواهر عديدة كالهجرة، وانخفاض مستويات الخصوبة الملاحظة منذ بداية الثمانينات، وعمق التحولات الاجتماعية والاقتصادية في الجهة خلال مرحلة التحول الديموغرافي، شأنها في ذلك شأن جل جهات المملكة. وسنرى على مستوى المقاطع المتعلقة بتوزيع السكان حسب وسط الإقامة أن الانخفاض في عدد سكان إقليمي تازة وتاونات، خلال الفترة ما بين 2004 و2014، قد هم الوسط القروي أيضا .

جدول: تطور متوسط معدلات النمو السكاني لولايات وأقاليم فاس مكناس خلال الفترة 1994 – 2014

العمالة أوالإقليم سكان 1994 سكان 2004 سكان 2014 متوسط نمو 1994-2004 متوسط نمو2004-2014
ولاية فاس 796.180 977.946 1.150.131 2,08% 1,63%
ولاية مكناس 608.441 715.285 835.695 1,63% 1,57%
إقليم تاونات 628.840 665.961 662.246 0,58% -0,06%
إقليم تازة 557.857 558.853 528.419 0,02% -0,56%
إقليم صفرو 237.095 261.545 286.489 0,99% 0,92%
إقليم الحاجب 180.494 214.712 247.016 1,75% 1,41%
إقليم بولمان 161.622 185.110 197.596 1,37% 0,65%
إقليم مولاي يعقوب 127.576 150.422 174.079 1,66% 1,47%
إقليم إفران 127.677 143.380 155.221 1,17% 0,80%
مجموع الجهة 3.425.782 3.873.214 4.236.892 1,24% 0,90%
المجموع الوطني 26.073.717 29.891.708 33.848.242 1,38% 1,25%

المصدر: المندوبية السامية للتخطيط – إحصاء 2014

مبيان  : تطور معدلات النمو السكاني بعمالات وأقاليم جهة فاس مكناس خلال الفترة 1994-2014

تبين الخريطة أسفله، مستويات النمو السنوي المتوسطة لكل عمالة أو إقليم بالجهة خلال الفترة 2004-2014

التوزيع الجغرافي لسكان الجهة ومكوناتها

يتوزع سكان الجهة بشكل غير متجانس حسب العمالات والأقاليم ومع بعض التباينات. فما يقرب من 75٪ من السكان يتركزون في ولايتي فاس مكناس وإقليمي تازة وتاونات فيما يتركز 25٪ الباقون في الأقاليم الخمسة الأخرى.

تنقسم المكونات الترابية للجهة، من حيث وزنها الديموغرافي، إلى ثلاث فئات:

  • الولايات والعمالات التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة: ولاية فاس هي الوحيدة في هذه الفئة بجوالي 1.150.131 نسمة
  • الولايات والعمالات التي يتجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة ويقل عن المليون: تمثل هذه الفئة 48٪ من سكان الجهة وتشمل ولاية مكناس وعمالتي تلزة وتاونات.
  • العمالات التي يقل عدد سكانها عن 500 ألف نسمة: تمثل هذه الفئة 25٪ من سكان الجهة وتشمل عمالات صفرو ومولاي يعقوب والحاجب وبولمان وإفران.

يظهر هذا التقسيم الموضوعي اختلافات ديموغرافية داخل مكونات الجهة تشكل معالم تحدد أصناف التجهيزات التي يتعين إنجازها مستقبلا.

الكثافة السكانية

بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 40.423 كيلومتر مربع تمثل 5.69٪ من إجمالي مساحة المملكة، يقطن بجهة فاس مكناس 12.5٪ من مجموع ساكنة المغرب جسب إحصاء 2014 بكثافة تبلغ 105 نسمة في الكيلومتر المربع مقابل 47.7 على المستوى الوطني.

وتعتبر ولايتا فاس ومكناس الأكثر كثافة بحوالي 3464٪ و468٪ على التوالي.

جدول: المساحة، عدد السكان والكثافة حسب إحصاء 2014

الولاية أو الإقليم المساحة
كيلومتر مربع
عدد السكان عام 2014 الكثافة
نسمة في الكيلومتر المربع
ولاية فاس 332 1.150.131 3464
ولاية مكناس 1.786 835.695 468
إقليم تاونات 5.585 662.246 119
إقيلم تازة 7.098 528.419 74
إقليم صفرو 4.008 286.489 71
إقليم الحاجب 2.209 247.016 112
إقليم بولمان 14.395 197.596 14
إقليم مولاي يعقوب 1.700 174.079 102
إقليم إفران 3.310 155.221 47
مجموع الجهة 40,423 4.236.892 105
مجموع المملكة 710.000 33.848.242 48

المصدر : المندوبية السامية للتخطيط : إحصاء 2014 والدليل الإحصائي لجهة فاس مكناس

توزيع سكان الجهة حسب وسط الإقامة

وفقا لإحصاء 2014، يبلغ عدد سكان جهة فاس مكناس المقيمين في الوسط الحضري 2.564.220 نسمة مقابل 1.672.672 نسمة بالوسط القروي مما يمثل نسبة تمدن تبلغ 60.56٪ تقارب تلك المسجلة على المستوى الوطني 60.36٪.

Source : HCP

 

جدول: تطور سكان جهة فاس مكناس حسب الولايات والأقاليم ووسط الإقامة

الولاية أو الإقليم عدد السكان في 1994 عدد السكان في 2004 عدد السكان في 2014
حضري قروي المجموع حضري قروي المجموع حضري قروي المجموع
ولاية فاس 775.148 21.032 796.180 958.613 19.333 977.946 1.129.768 20.363 1.150.131
ولاية مكناس 465.124 143.317 608.441 574.552 140.733 715.285 687.575 148.120 835.695
إقليم تاونات 52.274 576.566 628.840 75.993 589.968 665.961 86.222 576.024 662.246
إقيلم تازة 206.181 351.676 557.857 194.467 364.386 558.853 207.984 320.435 528.419
إقليم صفرو 102.353 134.742 237.095 128.589 132.956 261.545 155.625 130.864 286.489
إقليم الحاجب 65.047 115.447 180.494 94.186 120.526 214.712 121.797 125.219 247.016
إقليم بولمان 36.781 124.841 161.622 55.698 129.412 185.110 65.689 131.907 197.596
إقليم مولاي يعقوب 2.727 124.849 127.576 11.245 139.177 150.422 25.075 149.004 174.079
إقليم إفران 61.063 66.614 127.677 73.782 69.598 143.380 84.485 70.736 155.221
مجموع الجهة 1.766.698 1.659.084 3.425.782 2.167.125 1.706.089 3.873.214 2.564.220 1.672.672 4.236.892
مجموع المملكة 13.421.026 12.652.691 26.073.717 16.463.634 13.428.074 29.891.708 20.432.439 13.415.803 33.848.242

المصدر: المندوبية السامية للتخطيط، إحصاء 2014

يظهر توزيع السكان حسب وسط الإقامة الخلاصات التالية:

  • ولايتا فاس ومكناس هما الوحيدتان اللتان تفوق نسبة سكان الوسط الحضري فيهما النسبة المسجلة على مستوى الجهة.
  • يتجاوز عدد سكان الوسط الحضري نصف عدد السكان في إقليمين فقط: صفرو وبولمان
  • سكان الأقاليم الأخرى في غالبيتهم قرويون
  • يغلب الطابع القروي على إقيلمي مولاي يعقوب وتاونات بنسب 85.6٪ و87٪ تباعا
  • يلاحظ وجود توجه نحو إخلاء الأماكن القروية في بعض مكونات الجهة كولاية فاس وأقاليم تازة وتاونات وصفرو.

تبين الخريطة التالية مستوى تمدن ولايات وأقاليم الجهة:

تطور مستوى التمدن

انتقل عدد سكان الوسط الحضري بالجهة من 1.766.698 عام 1994 إلى 2.167.125 عام 2004 ليستقر في 2.564.220 نسمة عام 2014 بنسبة نمو سنوي تبلغ 1.8٪ خلال العقدين الأخيرين.

تظهر نتائج الإحصاءات السابقة أن ما نصف السكان فقط (51.6٪) كانوا يقيمون في الوسط الحضري في عام 1994، وارتفعت هذه النسبة إلى 60.5٪ في عام 2014 لتناهز النسبة المسجلة وطنيا (60.4٪) أي ما يعادل 3 سكان من أصل 5. وهو ما ينعكس بقوة على مستوى برمجة عمليات التهيأة ونفقات الاستثمار المرتبطة بالمقيمين الجدد بالوسط الحضري.

من جهة أخرى، يتمركز 70٪ من السكان الحضريين في ولايتي فاس ومكناس نظرا لثقل هاتين المدينتين الكبيرتين. ومن المتوقع أن زيادة مستوى التمدن الناتج عن عدة عوامل من بينها نسبة النمو الطبيعي والهجرة القروية وتوسع المجال الحضري، مستكون له تداعيات على ضرورات الحكامة في الجهة وأولوياتها على المدى القصير والمتوسط.

يلاحظ أيضا أن نسب التمدن المسجلة في كل العمالات والأقاليم أقل من المعدل المسجل على مستوى الجهة، وأن أدنى نسبة قد سجلت بإقليم تاوتات (13٪). لكن التوجه نحو مزيد من التمدن لايزال قائما في كل مكونات الجهة مع كل ما يمثله من نكاليف للجماعات الترابية. وبالرغم من ذلك، فإن الجهة تتوفر على ولايتين عملاقتين بأقطاب حضرية تشكل قاطرة حقيقية للتنمية الجهوية.

جدول: تطور نسبة التمدن بجهة فاس مكناس ومكوناتها خلال الفترة 1994-2014

الولاية أو الإقليم نسبة التمدن في 1994 نسبة التمدن في 2004 نسبة التمدن في 2014
ولاية فاس 97٪ 98٪ 98٪
ولاية مكناس 76٪ 80٪ 82٪
إقليم تاونات 11٪ 13٪
إقليم تازة 37٪ 35٪ 39٪
إقليم صفرو 43٪ 49٪ 54٪
إقليم الحاجب 36٪ 44٪ 49٪
إقليم بولمان 23٪ 30٪ 33٪
إقليم مولاي يعقوب 14٪
إقليم إفران 48٪ 52٪ 54٪
مجموع الجهة 52٪ 56٪ 61٪
مجموع المملكة 52٪ 55٪ 60٪

المصدر: المندوبة السامية للتخطيط، إحصاء 2014

المميزات الديموغرافية للسكان وللمكونات الترابية للجهة

توزيع السكان حسب الجنس

تتشكل ساكنة الجهة من 49.5٪ من الذكور و 50.5٪ من الإناث. وهي نفس النسب المسجلة على مستوى كل ولاية أو إقليم بالجهة باستثناء إقليمي تاونات ومولاي يعقوب حيث تفوق فيهما تسبة الذكور نسبة الإناث.

جدول: توزيع سكان ولايات وأقاليم اجهة حسب الجنس

الولاية أو الإقليم ذكور إناث المجموع
العدد النسبة العدد النسبة العدد النسبة
ولاية فاس 567.132 49.5٪ 578.956 50.5٪ 1.146.088 100٪
ولايو مكناس 408.004 49.3٪ 419.475 50.7٪ 827.479 100٪
إقيلم تاونات 331.007 50.1٪ 329.729 49.9٪ 660.736 100٪
إقليم تازة 259.260 49.2٪ 267.726 50.8٪ 526.986 100٪
إقليم صفرو 138.871 49.0٪ 147.067 51.0٪ 285.938 100٪
إقليم الحاجب 122.907 49.9٪ 123.266 50.1٪ 246.173 100٪
إقليم بولمان 97.324 49.3٪ 100.151 50.7٪ 197.475 100٪
إقليم مولاي يعقوب 88.071 51.1٪ 84.240 48.9٪ 172.311 100٪
إقليم إفران 75.661 49.2٪ 78.110 50.8٪ 153.771 100٪
مجموع الجهة 2.088.237 49.5٪ 2.128.720 50.5٪ 4.216.957 100٪

المصدر: المندوبة السامية للتخطيط، إحصاء 2014

يظهر توزيع السكان حسب الجنس ووسط الإقامة /ا يلي:

  • بالوسط الحضري: 49.1٪ ذكور و 50.9٪ إناث
  • بالوسط القروي: 50.2٪ ذكور و49.8٪ إناث

استقرت نسبة الذكورة بالجهة (عدد الذكور بالنسبة ل100 امرأة) في 98.1٪. وتلاحظ غالبية طفيفة للذكور على الإناث (100.8٪)  في الوسط القروي مقابل غالبية طفيفة للإناث على الذكور (96.4٪) في الوسط الحضري.

توزيع السكان حسب الجنس والسن

من خلال تحليل توزيع الساكنة الإجمالية بالجهة حسب فئات عمرية من خمس عشرة سنة يتبين ما يلي:

  • 28.1٪ من السكان تقل أعمارهم عن 15 سنة
  • 62.3٪ من السكان تتراوح أعمارهم بين 15 و59 سنة
  • 9.6٪ من السكان تساوي أعمارهم أو تزيد عن 60 سنة

ويكشف تحليل البنية العمرية حسب وسط الإقامة أن السكان القرويين أصغر سنا من السكان الحضريين: 30.7٪ من سكان الوسط القروي و26.3٪ من سكان الوسط الحضري هم دون سن 15 سنة. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد أكبر من كبار السن في الوسط القروي (10٪) مقارنة الوسط الحضري (9.5٪). كما نلاحظ أن هناك تشابها كبيرا بين الهرم الأعمار لمجموع سكان الجهة وهرم الوسط الحضري.

من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن فئة الأشخاص المسنين آخذة في الارتفاع حيث تمثل 10٪ من مجموع سكان الجهة، وهو ما يجعل هرم الأعمار أقل ضيقا في قمته.

إن عدم انتظام هرم أعمار السكان الحضريين، وخصوصا بالنسبة للفئتين العمريتين 0-4 سنوات و14-29 سنة، يعزى إلى هجرة أصحابهما نحو الوسط الحضري للجهة إما بسبب هجرة الأسر مع أطفالهم دون سن الخامسة وإما بشكل منفرد قصد الدراسة أو الشغل بالنسبة للفئة الثانية.

توزيع السكان حسب الحالة العائلية

اعتمادا على معطيات إحصاء 2014، يكشف تحليل توزيع سكان الجهة، حسب الحالة الزواجية، عن هيمنة فئة العزاب بنسبة 53.2٪ من إجمالي السكان، وبالنظر إلى الجنس، نلاحظ أن الزواج المبكر للإناث يؤدي إلى نسبة عزوبة أقل مقارنة بالرجال وأن المعدل العالي لوفيات الذكور يفسر المعدل المرتفع للأرامل بين النساء. أما بالنظر إلى وسط الإقامة، فنجد أن الاختلافات طفيفة.

معدل الخصوبة

سجلت جهة فاس مكناس معدلا تركيبيا للخصوبة في حدود 2.1 طفل لكل امرأة. وهي نسبة تكاد تقترب من المعدل الوطني (2.2). وبمقارنة هذا المعدل حسب وسط الإقامة، نجد أن معدل الخصوبة في الوسط القروي(2.4) يظل أعلى من مثيله في الوسط الحضري (2).

جدول: معدل الخصوبة (1 في 1000) للنساء بين 15 و49 سنة حسب وسط الإقامة بالجهة في 2014

الفئة العمرية حضري قروي المجموع
15-19 سنة 16.5 26.7 20.6
20-24 سنة 69,9 108.5 84.6
25-29 سنة 102 117.9 108.2
30-34 سنة 98.6 101.9 99.8
 سنة 35-39 69.6 73.5 71.0
40-44 سنة 30.2 34.3 31.6
45-49 سنة 8.9 10.9 9.5
المعدل التركيبي للخصوبة 2.0 2.4 2.1

المصدر: المندوبة السامية للتخطيط، إحصاء 2014

تطور أفراد الأسر

انتقل عدد الأسر في الجهة من 608.127 في عام 1994، إلى 764.682 في عام 2004، ليصل إلى 919.497 أسرة في عام 2014. وعرف عدد الأسر نموا أسرع في الوسط الحضري مقارنة بالوسط القروي، شأنه في ذلك شأن النمو العام للسكان، حيث ارتفع في الوسط القروي من 274.114 في عام 1994 إلى 319.384 في عام 2014 في حين ارتفع عدد الأسر في الوسط الحضري من 334.013 إلى 600.113 خلال نفس الفترة.

وقد ارتفع عدد الأسر في كل ولايات وأقاليم الجهة باستثناء الوسط القروي لإقليم تازة التي سجلت انخفاظا مهما حيث انتقل عدد الأسر في الوسط القروي من 71.757 في عام 1994 إلى 59.714 في عام 2014 بنسبة انخفاض بحوالي 17٪.

بلغ متوسط ​​معدل النمو السنوي 2.28٪ خلال العقد 1994-2004 و1.84٪ خلال العقد 2004-2014. هذا المعدل أعلى في الوسط الحضري منه في الوسط القروي حيث سجلت نسبة 2.77٪ في الوسط الحضري و0.27٪ في الوسط القروي خلال العقد الماضي.

الثقافة والتراث

أنواع التراث بجهة فاس مكناس

تتوفر جهة فاس مكناس على مؤهلات غنية ومتنوعة تشكل موروثا طبيعيا وتاريخيا غنيا يجب تأهيله والمحافظة عليه.

تراث طبيعي غني يجب تأهيلة

خريطة لأهم مكونات التراث الطبيعي لجهة فاس مكناس

يتميز التراث الطبيعي لجهة فاس مكناس بمواقع ومناظر طبيعية مائية تتكون أساسا من:

  • بحيرات الأطلس المتوسط التي تضم بشكل رئيس بحيرات إقليمي إفران وصفرو: ضاية عوا، ضاية حشلاف ، ضاية إفراح، ويوان، عين اللوح…
  • بحيرات الخزانات السدية، والتي يمكن أن تلعب دورا مهما في تنمية السياحة الرياضة والترفيهية كبحيرة سد بين الويدان بإقليم أزيلال (جهة بني ملال خنيفرة): بحيرة سد إدريس الأول وبحيرة سد علال الفاسي وبحيرة سد السهلة و بحيرة سد الوحدة وبحيرة سد سيدي شاهد …
  • المنابع والعيون الحرارية: تتمتع جهة فاس مكناس بعدة حامات طبيعية تعتبر هبة حقيقية من الله، لدرجة أن واحدة منهن تسمى “عين الله” بجماعة سبع الرواضي القروية بإقليم مولاي يعقوب. إضافة الى عين الله، تتوفر الجهة علي حامات أخرى ذات شهرة وطنية ودولية، لا تزال في حاجة للتأهيل الذي يتناسب مع  مؤهلاتها السياحية الطبيعية ومواصفاتها العلاجية حتى تساهم في تقوية جاذبية الجهة: محطة مولاي يعقوب ومحطة سيدي حرازم.
  • المواقع الثلجية: تتكون أساسا من محطات جبال ميشليفن وهِبري وهَبري بإقليم إفران، وجبل بويبلان بإقليم تازة. باستثناء محطة ميشليفن التي تم تأهيلها نسبياً، فإن المواقع الأخرى تفتقر للمعدات المناسبة. موخرا تمت إعادة إطلاق مشروع لتأهيل موقع جبل بويبلان في إطار رؤية جديدة، متكاملة ومندمجة.
  • الغابات والغطاء النباتي: تعتبر غابات الجهة من بين أهم الغابات في المملكة وتضم غابات واسعة وغنية بكل من إفران وأزرو وعين اللوح وتازة، تتوفر على مؤهلات طبيعية وسياحية كبيرة تشكل تراثا ثمينا، لكنه تحت ضغط استغلال سياحي ورعوي يتطلب تدخلا صارما لحمايته. من أجل ذلك، تم ترسيم حدود الحدائق الوطنية بإفران وتازة.

بالإضافة إلى ما سبق، تزخر الجهة بمناظر طبيعية أخرى عديدة ومتنوعة، تشكل بدورها تراثا ثمينا يقوي جاذبية الجهة، أهمها قمة جبل يطو بين الحاجب وأزرو الذي يوفر منظرا بانوراميا رائعا لالتقاء سفوح الأطلس بالهضاب الوسطى.

كما تتوفر الجهة أيضا على عدد كبير من العيون والشلالات والأودية الطبيعية التي تتمتع بجمال نادر وجذاب وتنتشر في جميع الربوع،  ومغارات وكهوف لا حصر لها، وخصوصا بإقليم تازة، تستقطب أعدادا مهمة من السياح الوطنيين والأجانب وعلماء الكهوف رياضيي الاستغوار. وتعتبر مغارة فريواطو (كهف الرياح بالأمازيغية) أكبرها على الإطلاق.

وتعتبر الجهة من بين أغني الجهات في المغرب في ما يخص النباتات العطرية والطبية وكذا سهوب الحلفاء التي تستغل أساسا في الرعي. ومن شأن هذه الثروات الطبيعية أن تساهم في التنمية الاقتصادية بالجهة, لهذا تم إحداث معهد وطني للنباتات العطرية والطبية مخصص للبحث والتطوير في هذا المجال بإقليم تاونات. وقد تم إحصاء العديد من أنواع هذه النباتات وهي موضوع دراسات متخصصة، أو مشاريع للتنمية المحلية خصوصا من طرف معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والمعهد الوطني للبحث الزراعي والمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر.

تحاول الدراسات التجريبية التي أجراها المعهد الوطني للبحث الزراعي في الجهة، تكييف بعض الأنواع المختلفة من الورود مثل تلك التي تشتهر بها قلعة مكونة. فيما تهدف أبحاث أخرى إلى تطوير تقنيات لزراعة هذه النباتات حماية لهذه الثروة من الاستغلال العشوائي من طرف السكان المحليين.

إن استغلال هذه الثروات الطبيعية يهدف إلى تطوير منتوجات محلية منتجة للدخل في إطار وحدات منزلية صغيرة أو تعاونيات. وقد خصصت صناديق مالية خاصة لتمويل مثل هذه المبادرات: صندوق التنمية القروية، صندوق تنمية المناطق الجبلية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية…

وهكذا، نلاحظ أن المصادر الطبيعية بالجهة تفتح آفاقا جديدة وواعدة لدعم فرص الشغل والأنشطة المنتجة للدخل في المناطق الفقيرة.

التراث المبني بجهة فاس مكناس: عمق وغنى الموروث التاريخي

وطنيا، تمثل المباني القديمة والتاريخية تراثا نفيسا لا يقدر بثمن. فهي عنصر أساسي من عناصر الهوية الثقافية للمغرب وأصالته.

خرطة لمواقع التراث المبني بجهة فاس مكناس

باستثناء موقع وليلي الأثري، تتشكل المواقع الأخرى من أحياء قديمة وقلاع وقصبات تلعب دورا مهما في تثبيت أصالة المملكة، خصوصا بسبب محافظتها على هندستها ومعمارها الداخليين كما كانت قبل مجيئ الحماية الفرنسية في سنة 1912 التي تعتبر نقطة تحول مصيري في تاريخ المدن المغربية عموما والمدن القديمة بشكا أخص. فقد أصدر المقيم العام الفرنسي، المعين حديثا آنذاك، أولى قراراته في مجال التعمير تقضي بإنشاء مدن وأحياء جديدة مخصصة للأروبيين منفصلة عن الأحياء القديمة المخصصة للسكان المحليين.

منفصلة عن الأحياء القديمة المخصصة للسكان المحليين.

كان المخططون والمحامون الذين ساعدوه يكرسون هذا الفصل الذي سمح للمدنيين بالحفاظ على سلامتهم الجسدية حتى اليوم ، مما يجعلهم الأمثلة الناجحة على التمدن الإسلامي.

وقد ساعده في ذلك المعماريون والحقوقيون الذين كرسوا هذا الفصل، وهو ما جعل الأحياء القديمة تحافظ على شكلها إلى اليوم نموذجا ناجحا للمعمار الإسلامي.

وفي هذا الصدد، تتوفر جهة فاس مكناس علي العديد من المواقع التاريخية القيمة، تحتل فيها ولايتا فاس ومكناس المرتبة الأولى وتليهما كل من تازة وصفرو وزرهون والبهاليل.

موقع وليلي الأثري

يوجد موقع وليلي الأثري، بطرازه الروماني، على مقربة من مكناس ومولاي إدريس زرهون وهو دليل على تجذر تاريخ المعمار في المغرب. ومن المحتمل أن تكون هذه المدينة قد أنشأت قرونا قبل العصر الروماني. فالآثار الباقية إلى اليوم وما تم جمعه منها، شاهد على أهمية هذه المدينة الأثرية التي كانت عاصمة موريتانيا الطنجية تحت حكم جوبا الثاني وابنه بطليموس (25-40 سنة قيل الميلاد).

وقد صنف موقع وليلي الأثري تراثا عالميا سنة 1997.

الأحياء القديمة في جهة فاس مكناس: شهرة عالمية

اكتسبت الأحياء القديمة شهرتها العالمية نظرا لرمزيتها ولجودة نسيجها التراثي. فالمباني القديمة، منفردة أو مجتمعة، تشكل رصيدا ثمينا وقيما للهندسة المعمارية ولفن البناء في المغرب، بتنوع أشكالها والمواد المستعملة في بنائها واستطاعتها التكيف والاندماج مع محيطها وبيئتها وهو ما يعطس عبقرية الأجداد الدين أنشؤوها.

تراثان عالميان: فاس في 1981 ومكناس في 1996

تعتبر المدينة القديمة بفاس لوحدها ثروة كبيرة. فهي تغطي أكثر من 250 هكتارا، وتعتبر الأهم في العالم وهي تجسد أهمية تدبير التراث في علاقته الوثيقة بتنمية الاقتصاد والصناعة والحرف التقليدية وإحداث مناصب الشغل. وهي بذلك أكثر من مجرد موقع سياحي.

كانت مدينة فاس، منذ تأسيسها من طرق إدريس الأول في نهاية القرن السابع عشر، العاصمة السياسية والاقتصادية والروحية والعلمية للامبراطورية الشريفة الشيء الذيساهم في ترسيخ نسيج معماري مهيكل ومنظم، غني بأشكاله ومبانيه وصروحه.

من جهة أخرى، تتوفر مكناس، التي كانت عاصمة المملكة في عهد المولى إسماعيل، على مؤهلات تراثية كثيرة ومتنوعة. فضخامة التحصينات الإسماعيلية وتعدد المآثر القيمة التي حافظت على هويتها وتجانسها، جعل اليونسكو تصنفها تراثا عالميا سنة 1996. كما أن قربها من موقع وليلي وزرهون يساهم في تقوية قيمتها التراثية.

تشكل هاتان المدينتان وحدهما كنزا تراثيا مبنيا ذا مكانة وطنية ودولية، يجب مواصلة جهود تثمينهما في إطار مشاريع مندمجة. كما تتوفران أيضا على أحياء جديدة من عهد الحماية يعتبرها العديد من المحللين والخبراء أماكن تاريخية بالرغم من كونها جزءا من النسيج الحضري الحديث.

تعتبر صفرو، رابع مدينة في الهيكلة الحصرية لجهة فاس مكناس من حيث الوزن الديموغرافي، من بين أقدم المدن المغربية إن لم تكن أقدمها على الإطلاق. وتعزى مكانتها القديمة إلى موقعها الجغرافي بين سهول سايس والأطلس المتوسط في منظر طبيعي متميز تمتزج فيه وفرة المياه والخضرة بعادات حضرية عريقة. وهي مصنفة، منذ 2012، على سجل التراث العالمي بمهرجان حب الملوك، أقدم مهرجانات المغرب الحديث، الذي يقام على مدى ثلاثة أيام: الجمعة والسبت والأحد ويتميز بتتويج ملكة حب الملوك من بين أجمل الفيات والتي تترأس، محاطة بوصيفتيها، الاستعراضات المقامة. تقام الاحتفالات في أجواء بهيجة من الغناء والرقص والمعارض وتصاحبها أنشطة ثقافية ورياضية.

هذا التصنيف يساهم في إثراء قيمة التراث غير المادي للجهة التي تتوفر أصلا على كنوز تراثية عديدة.

لعبت تازة، المدينة العريقة أيضا، دورا سياسيا وعسكريا وثقافيا هاما خلال تاريخ المغرب. وفر لها موقعها الاستراتيجي الفريد كممر إجباري بين غرب المملكة وشرقها، إمكانية تطوير حياة حضرية تاريخية، تشهد لها المدينة العتيقة وآثارها المكونة من مبان وفصاءات نفيسة. فمسجدها الكبير مثلا، الذي أسس في نهاية القرن الثالث عشر، يضم أكبر ثريا برونزية طبيعية في العالم العربي.

إن هذه الموروثات والمؤهلات الثقافية والفضاءات الطبيعية الغنية والمتنوعة للمناطق المحيطة بها (كهوف فريواطو، جبل بويبلان، منتزه تازكة…)، تجعل من هذه المدينة مركزا مهما للتراث على الحدود الشرقية للجهة.

تبقى مدينة مولاي إدريس زرهون مركزا مهما لتراث الجهة بالرغم من فتوره الديموغرافي والاقتصادي. فموقعها المرتفع في سفح الجبل، ونسيج مدينتها القديمة المتداخلة وضريح إدريس الأول، مؤسس دولة الأدارسة أول من حكم المغرب المنفتح على الإسلام، كلها مؤهلات تراثية مدعومة برمزيتها لقربها من موقع وليلي الأثري ومدينة مكناس.

كما تضم الجهة بلدات صغيرة أخرى تتوفر على بنيات تراثية عريقة كبلدة المنزل وهو موقع مصنف في عام 1949 بقلعه التي كانت مركزا دفاعيا في القديم وبادة البهاليل المصنف مموقع طبيعي في عام 1950 بمستوطنته القديمة وتكمن خصوصية هذه المدينة في محافظتها على شواهد من سكنى الكهوف، وتاريخ قديم للاستيطان والتكيف مع البيئة.

المآثر المهمة: امتدادات وطنية وعالمية

تبين من هذه اللمحة الموجزة عن المواقع العريقة ذات البعد التراثي القوي، ترسيخ الفكرة الثابتة منذ بداية القرن العشرين، بإعتبار هذه المواقع كتراث مادي في كل جوانبها.

مرة أخرى، نجد أن رؤية وقرارات المقيم العام الفرنسي، الشخصية منها والإدارية، كانت سديدة في هذا الصدد: “إن جمال المعمار المغربي وأهميته التاريخية لا تكمن فقط في مآثره المهمة ولكن أيضا، وبشكل خاص، في مجموع المباني وآفاقها العامة. وبالتالي، فلا يمكن الشرروع في كل ما من شأنه أن يغير معالم المدن المحلية إلا بعد موافقة مسبقة من مصلحة الفنون الجميلة للإقامة العامة”.

ومن بين المآثر المهمة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

جامع القرويين والمدرسة المرينية والأبواب التاريخية بفاس وباب المنصور والأسوار المحيطة بالمدينة وخزائن الحبوب واسطبلات المولى إسماعيل بمكناس والعديد من الأضرحة بفاس ومكناس وزرهون وتازة وصفرو والمساجد الكبرى بالزوايا والقصور والحدائق والرياضات وبقايا الآثار المستوحات من العهد الروماني بموقع وليلي…

الساحات التاريخية الكبرى: ساحتا لهديم وللا عودة بمكناس و ساحات المرينيين وبوجلود وباب المكينة بفاس وساحة باب المقام بصفرو…

وكخلاصة لما سبق، فإن المدن القديمة ليست مجرد مآثر أو صروح مبنية ولكنها حياة اجتماعية واقتصادية ترتكز على الحرف التقليدية وتساهم في الحفاظ على الموروث الحرفي العريق سواء بالوسط الحضري أو القروي.

الصناعة التقليدية

قطاع الصناعة التقليدية: مجال للتميز

بالرغم من تجذره تاريخيا في جهة فاس مكناس، لا يتوفر قطاع الصناعة التقليدية بالجهة على قاعدة بيانات تمكن من تحديد جميع خصائصه في كل عمالات وأقاليم الجهة. ومع ذلك، فلا يمكن تجاهل أن الصناعة التقليدية مشتهرة أساسا في جهة فاس مكناس من خلال الصناعات والحرف اليدوية المتمركزة في الأحياء العتيقة للمدن الكبيرة كفاس ومكناس وتازة وصفرو، والتي تمثل المنتجات الجلدية والمجوهرات والأحذية جزءا مهما منها.

تطور لافت للمؤشرات

من بين المؤشرات التي يصدرها الدليل الإحصائي المغربي بصفة منتظمة، نجد قيمة صادرات المنتوجات اليدوية.

جدول: تطور قيمة صادرات المنتوجات اليدوية بملايين الدراهم

 المدينة 2009 2010 2011 2012 2013 2014 المعدل
فاس 12 21 23 35 26 27 24
مكناس 1 0 0 1 1 0 0,5
مجموع الجهة 13 21 23 36 27 27 26,8
المعدل السنوي 61,5 9,5 56,5 -25 0 20,5
المجموع الوطني 388 363 340 366 364 415 372,67
نسبة الجهة في المجموع الوطني 3,3 5,8 6,8 10 7,4 6,5 6,64

المصدر: الدليل الإحصائي المغربي 2010-2015

عرفت هذه القيمة تطورا متفاوتا قلال الفترة 2009-2014، حيث تراوحت من زيادة بنسبة 61.5٪ إلى انخفاض بنسبة 25٪ سنويا، مع تسجيل نسبة زيادة متوسطة في حدود 20.5٪ سنويا. وبلغ متوسط القيمة السنوية لصادرات هذه المنتوجات 26.8 مليون درهم أو ما يعادل 7٪ من متوسط القيمة الوطنية السنوية لصادرات الحرف اليدوية، مؤلفة من 89.5٪ من قيمة صادرات الحرف اليدوية لولاية فاس.

مبيان: تطور قيمة صادرات المنتوجات اليدوية بالجهة بملايين الدراهم

تجدر الإشارة إلى أن منتوجات الصناعة التقليدية بولاية فاس، والمكونة أساسا من الملابس التقليدية ومنتوجات الفخار والحجارة تمثل حوالي 74٪ من رقم معاملات صادرات المنتوجات اليدوية بالجهة بنسبتي 44.2٪ و29.5٪ على التوالي.

الدينامية المكانية

على مستوى الجهة الجديدة فاس مكناس، تلاحظ ديناميات اقتصادية محلية، وخصوصا في المراكز الحضرية العتيقة، حيث تظل التقاليد التجارية والحرفية ومهارات الجدود المترسخة بقوة و التي يتم نقلها مع إضافة لمسات جديدة من الابتكار، قادرة على التجديد وإحياء مجموعة واسعة من الحرف والأنشطة التجارية. وتعتبر القيم الاجتماعية والثقافية المحلية، أحد أسباب بقاء وحيوية الأنشطة الحرفية التقليدية في الجهة.

من المعروف تاريخيا أن مدينة فاس مركز لإنتاج وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية بامتياز، تليها مدينة مكناس من حيث عدد الحرفيين والأنشطة اليدوية. في حين نجد أن قطاع الصناعة التقليدية متواضع بمدينة تازة ويتميز بطابعه الفلاحي والثقافي المحلي في الأقاليم الأخرى، وخصوصا في إقليمي بولمان وصفرو.

وهكذا، فإن رقم معاملات قطاع الصناعة التقليدية، ذو الحمولة الثقافية المهمة، بمدينة فاس قد ارتفع بمعدل سنوي بقيمة 5٪ بين عامي 2012 و2014 مقابل 0.5٪ بمدينة مكناس و 4.3٪ بمدينة تازة.

وشكلت أرقام معاملات قطاع الصناعة التقليدية، ذو الحمولة الثقافية المهمة، لهذه المدن الثلاث، على التوالي 13٪ و2.8٪ و0.7٪ من مجموع رقم معاملات القطاع وطنيا في عام 2014.

جدول: رقم معاملات قطاع الصناعة التقليدية، ذو الحمولة الثقافية المهمة، حسب المدن، بملايين الدراهم

 المدينة 2012 2013 2014 المعدل السنوي المساهمة في رقم المعاملات وطنيا في عام 2014
فاس 2671 2850 2927 13.4٪
مكناس 604 636 613 0.5٪ 2.8٪
تازة 131 132 143 4.3٪ 0.7٪

المصدر: وزارة الصناعة التقليدية

يتكون رقم معاملات قطاع الصناعة التقليدية بمدينة فاس، في جزء كبير منه، من ثلاثة مكونات أساسية: المنتوجات الجلدية بنسبة 26.3٪، والمجوهرات بنسبة 22.3٪ والأحذية بنسبة 14.2٪.

أما فيما يخص مجال الشغل في هذا القطاع، فنجد أنه يتركز بشكل كبير في مدينة فاس بنسبة 9٪ من مجموع عدد الحرفيين على المستوى الوطني، مقابل 3٪ و 0.6٪ بالنسبة لمدينتي مكناس وتازة.

جدول: التوزيع الجغرافي للحرفيين في عامي 2013 و2014

 

المدينة 2013 2014
العدد ٪ العدد ٪
فاس 36503 9 36073 8.9
مكناس 11745 3 12074 3
تازة 2462 0.6 2492 0.6

المصدر: وزارة الصناعة التقليدية

في مدينة فاس، يشغل قطاع الجلد أكبر عدد من اليد العاملة بحوالي 9375 مستخدما أو ما يمثل 26٪، يليه قطاع الأحذية بحوالي 5516 عاملا أي ما يمثل 15.3٪، ويأتي قطاع الملابس التقليدية في المرتبة الثالثة بحوالي 4963 مستخدما أي ما يمثل 13.8٪ من مجموع اليد العاملة في قطاع الصناعة التقليدية.

وعلى مستوى الإنتاجية في الوسط الحضري، فإن مدينة فاس تنتج 81.138 درهما وهو مبلغ يتجاوز المعدل الوطني المسجل في حدود 71.710 دراهم وتحتل بذلك المرتبة الثانية بعد الدار البيضاء التي تنتج معدلا في حدود 122.272 درهما بالوسط الحضري.

جدول: التوزيع الجغرافي للإنتاجية في عام 2014

 

المدينة الإنتاجية بالدرهم
فاس 81138
مكناس 50695
تازة 57435
الوسط الحضري الوطني 71710
الوسط القروي الوطني 17674
المعدل الوطني 53987

المصدر: وزارة الصناعة التقليدية

المميزات الكبرى للقطاع بالجهة

تظل هيمنة حرف فنون الصناعة التقليدية بمدينة فاس إحدى أبرز مميزات القطاع بالجهة. كما يتميز أيضا بتركزالجهود المبذولة لصالح القطاع بالمدن التاريخية، وخاصة فاس ومكناس، لاسيما بعد التقسيم الترابي الجديد.

يجب إعاذة توجيه هذه الجهود لتشمل كل الإمكانيات والمؤهلات في جمعع عمالات وأقاليم الجهة

عدد الحرفيين

يقدر عدد حرفيي قطاع الصناعة التقليدية بالجهة بحوالي 89.265 حرفي موزعين كما يلي:

الولاية أو العمالة عدد الحرفيين
فاس 52.888
مكناس 15.832
تاونات 6.231
صفرو 5.350
تازة 2.982
الحاجب 2.704
إفران 2.153
بولمان 606
مولاي يعقوب 519
المجموع 89.265

المصادر: المندوبيات الجهوية للصناعة التقليدية، 2016

إحداث مدارات سياحية لإحياء وتشجيع الصناعة التقليدية

في إطار دعم الصناعة التقليدية بفاس و الترويج لها، تم إحداث ستة مدارات سياحية محتضنة لهذه الصناعة بطول 21 كيلومترا، خمسة منها داخل أسوار المدينة العتيقة بطول 10.5 كيلومترات.

يندرج هذا المشروع في برنامج “الصناعة التقليدية والمدينة العتيقة بفاس” واستفاد من تمويل هيئة تحدي الألفية بقيمة 95.5 مليون دولار أمريكي خصص منها 84.7 مليون دولار لقطاع الصناعة التقليدية.

وفي هذا السياق، تم وضع 308 لوحة تشوير سياحية، 228 لوحة للتوجيه و70 لوحة للتعريف بالتراث و10 لوحات إخبارية.

وقد أطلقت الأسماء التالية على المدارات الستة: “الصناعة التقليدية” و”مآثر وأسواق” و”معارف ومهارات” و”قصور وحدائق الأندلس” و “فاس الجديد” و”أسوار وأبراج”.

وسيستفيد من الانعكاسات الاقتصادية  السياحية لهذه المدارات، 2113 نقطة بيع لمنتوجات وخدمات الصناعة التقليدية.

السياحة

من المفترض أن تكون السياحة واحدة من أقوى الروافع في تنمية جهة فاس مكناس، ليس فقط لأن الحكومة تعتزم جعلها قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية على المستوى الوطني، ولكن أيضا لكون الجهة تزخر بمؤهلات سياحية جذابة ومتنوعة يمكن أن تلعب دوراً هاماً في تنميتها الاجتماعية والاقتصادية. كما أن تراثها التاريخي والمعماري، ذي الشهرة العالمية، يمكنها من تطوير سياحة ثقافية بشكل أساسي.

أما على مستوى المناظر الطبيعية، فإن الجهة تتوفر على مجموعة واسعة من البيئات الجغرافية، بدءا من التلال الخلابة في مقدكة جبال الريف شمالا، إلى الكثبان الممتدة في بيئة صحراوية  جنوبا، مرورا بسهول سايس والمناظر الطبيعية الكارستية والبركانية، والتي تتخللها غابات وبحيرات وينابيع بالأطلس المتوسط و قمم جبال الأطلس الكبير.

البنية السياحية التحتية بجهة فاس مكناس

تتمتع جهة فاس مكناس بمؤهلات سياحية رائعة يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية. فالسياحة في الجهة، سياحة ثقافية بالأساس تتميز بتراثها التاريخي والمعماري ذو الشهرة الدولية.

كما تتمتع الجهة أيضًا برأسمال ثقافي وطبيعي وثقافي وتاريخي يمكن أن يشكل رافعة حقيقية لتنمية السياحة بتوفرها على ثلاث مناطق رئيسية: منطقة جبلية، وحامات ومنتجعات صحية، ومدن تقليدية ومواقع تاريخية.

تتوفر الجهة على 335 موسسة فندقية مصنفة بطاقة إيوائية بحوالي 19.044 سريرا.

المؤشرات السياحية المهمة بجهة فاس مكناس

عدد الوافدين ليالي المبيت نسبة الملء ٪
2014 2015 ٪ 2014 2015 ٪ 2014 2015
615.242 577.400 -6 1.228.580 1.130.000 -8 32 30

المنتوجات والمصادر السياحية بجهة فاس مكناس

الاقتصاد الاجتماعي والتضامني

الدينامية الجهوية للنسيج التعاوني

يتألف النسيج التعاوني لجهة فاس مكناس من حوالي 1835 جمعية تعاونية إلى حدود 31 دجنبر 2015، تمثل نسبة 11.7٪ من مجموع التعاونيات الوطنية وتضم 36.093 منخرطا، بنسبة 6.7٪ من مجموع منخرطي التعاونيات الوطنية.

على مستوى الدينامية المكانية حسب العمالات، يجتمع في بولمان وتازة ما يقرب من 42.3٪ من تعاونيات الجهة بنسبة 22.1 ٪ و 20.2٪ على التوالي. تليهما تاونات بنسبة 14.4٪ ومكناس بنسبة 11٪ وصفرو بنسبة 10.4٪.

كما أن 6.7٪ فقط من تعاونيات الجهة تنشط بفاس مقابل 6.3٪ بإفران و4.9٪ بمولاي يعقوب و4٪ بالحاجب.

أما فيما يتعلق بعدد المنخرطين، فإن تازة تضم 16.4٪ من مجموع المنخرطين بالجهة، تليها مكناس بنسبة 16.1٪ وبولمان بنسبة 13.6٪ وتاونات بنسبة 12.7٪ وفاس بنسبة 11.1٪. وبذلك، يتركز حوالي 70٪ من منخرطي التعاونيات بجهة  فاس مكناس في هذه العمالات الخمس.

جدول: توزيع التعاونيات وأعضائها حسب العمالات إلى حدود 31 دجنبر 2015

الولاية أو العمالة عدد التعاونيات % عدد المنخرطين %
بولمان 370 2.02 4910 13.6
الحاجب 74 4 1749 4.8
فاس 123 6.7 4017 11.1
إفران 115 6.3 3215 9. 0
مكناس 203 11.0 5802 16.1
مولاي يعقوب 90 4.9 2971 8.2
صفرو 191 10.4 2913 8.1
تاونات 264 14.4 4597 12.7
تازة 405 22.1 5919 16.4
مجموع الجهة 1835 100 36093 100
المجموع الوطني 15735 536920
نسبة الجهة/الوطني 11.7 6.7

المصدر: ODCO

الدينامية القطاعية

بالرغم من كون أنشطة التعاونيات في المغرب تشمل أكثر من عشرين قطاعًا، فإن تعاونيات جهة فاس مكناس تنشط بشكل كبير في ستة قطاعات رئيسية، كما هو مبين في الجدول أدناه. ونلاحظ أن:

  • تنشط 74.6٪ من التعاونيات في جهة فاس مكناس في قطاع الفلاحة، مقابل 67٪ على المستوى الوطني.
  • تشكل الصناعات التقليدية ثاني قطاع لنشاط تعاونيات الجهة بنسبة 15.6٪ مقابل 15.9٪ على المستوى الوطني.
  • يمثل الإسكان ثالث قطاع تنشط فيه 4.1٪ من تعاونيات الجهة مقابل 7.3٪ على المستوى الوطني.
  • ينشط في قطاعات الغابات والنباتات الطبية والعطرية ومحو الأمية على التوالي 1.2٪ و 1.2٪ و1.1٪ من تعاونيات الجهة، مقابل 1.5٪ و1٪ و 0.8٪ على المستوى الوطني.

إن النسب العالية للتعاونيات النشطة في قطاع الفلاحة والصناعات التقليدية مرتبطة بالتأكيد بالمؤهلات الفلاحية والحرفية لجهة فاس مكناس. وفي هذا السياق، تُظهر بيانات الجدول أدناه ما يلي:

  • تضم أقاليم تازة وبولمان وتاونات معاً حوالي 66٪ من التعاونيات النشطة في القطاع الفلاحي بنسب 84.4٪ و87٪ و90٪.
  • تمثل أقاليم فاس ومكناس وصفرو وبولمان حوالي 70٪ من التعاونيات النشطة في قطاع الصناعة التقليدية بنسب 26٪ و18.2٪ و15٪ و11.2٪. وبلغ عدد التعاونيات الحرفية فيها نسب 61٪ و25.6٪ و22.5٪ و8.6٪ على التوالي.

جدول: التوزيع الجهوي والوطني للتعاونيات حسب القطاعات في 31 دجنبر 2015

القطاع الجهوي الوطني
العدد ٪ العدد ٪
الفلاحة 1370 74.6 10542 67.0
الصناعة التقليدية 286 15.6 2497 15.9
الإسكان 76 4.1 1146 7.3
الغابات 22 1.2 236 1.5
النباتات الطبية والعطرية 22 1.2 157 1.0
محاربة الأمية 21 1.1 122 0.8
قطاعات أخرى 38 2.2 1035 6.5
المجموع 1835 100 15735 100

المصدر: ODCO

جدول: توزيع التعاونيات حسب القطاع والعمالة في عام 2015

العمالة/القطاع بولمان الحاجب فاس إفران مكناس مولاي يعقوب صفرو تاونات تازة المجموع
فنون الطبخ 2 1 2 2 1 1 3   3 15
محاربة الأمية 3   4   3   2 1 8 21
الأركان 1                 1
الفن والثقافة     1             1
الصناعة التقليدية 32 14 75 22 52   43 20 28 286
الاستشارة-التدبير         1         1
البيع بالتقسيط         3     1   4
الاستهلاك     1   1         2
استغلال المقالع       2 1         3
الغابات 1 1   6     4   10 22
الفلاحة 322 57 10 71 112 88 130 238 342 1370
الإسكان   1 24 7 22   8   14 76
اليد العاملة 1                 1
المناجم 1                 1
النباتات الطبية والعطرية 7     5 5 1 1 3   22
إعادة التدوير     1   1         2
السياحة               1   1
النقل     5   1         6
المجموع 370 74 123 115 203 90 191 264 405 1835

المصدر: ODCO